الأربعاء، 26 فبراير 2014

     يقال إن الإعلام تابع لمالك رأس المال (الممول) بوصفه جهة أو هوية معنوية أومادية ، فقد يكون دولة ، أو شركة مساهمة، أو ربما تجار (رجال أعمال) وما أكثرهم في زماننا هذا !
حيث تحول فتح قنوات فضائية أشبه بـ(الدكاكين) إلى مهنة من لا مهنة له وهي بالمناسبة مهنة مربحة جداً ،
وعندما تصح هذه المقولة يتحول الإعلامي إلى بوق لرب العمل ينفذ رغباته ويسير على خطى رسمتها ريشة المالك لتنفيذ إستراتيجية أكبر من أن يفهمها أو يغوص في أعماقها ويفك طلاسمها موظف بسيط يريد أن يرتزق وعائلته من هذا المكان أو ذلك. إن أكبر مصيبة حقاً أن يُلف حول رقبة الإعلامي حبل التبعية للسلطة ما او حزب ما او يملكة المشروع أو الممول له ،
كما يحدث أن في العراق حيث أننا لا نرى فضائيات في الكون أكثر قدرة وبراعة في التشويش والتلفيق والتحريض بالمستوى الحرفي الذي وصلت إليه الفضائيات العراقية والتي تجاوز عددها المئة , حتى صار من المستحيل علينا تمييز الفضائيات الصادقة من الكاذبة , خصوصاً بعدما اصبح التضليل شعارها وحوارها ومسارها وقد لا ابالغ إن قلت هدف البعض منها ، و الذي سلك البعض الاخر في بثه لأخباره اليومية المتناقضة مع الواقع .

ليس في الكون كله فضائيات أكثر خبثاً وتآمراً على مواطنيها ومتلقيها بالمستوى الذي بلغته الفضائيات العراقية, بمشاهدها الملفقة , ولقاءاتها المفبركة, واتصالاتها الهاتفية الكاذبة, وبرامجها المجيرة طائفيا وحزبيا وفئوئيا لغير مصلحة الشعب , وتوجهاتها المنحازة.
لقد نقلت لنا من الأنباء المزعجة والأخبار المرعبة ما يكفي لإصابة قارة بكاملها بالسكتة القلبية. راقبوا تصرفاتها هذه الأيام, وارصدوا مواقفها المتذبذبة. ستشاهدون فضائيات تقف مع داعش والغبراء, وأخرى مع القاعدة وفلولها, وأخرى مع المليشيات الطائفية, وأخرى مع تركيا, وأخرى مع إيران, وأخرى مع قطر, وأخرى مع الغجر, وأخرى أمريكية الهوى, وأخرى بريطانية الطابع
ستشاهدون فضائيات شيعية حتى النخاع, وأخرى سنية حتى النخاع, وأخرى مسيحية حتى النخاع, وأخرى أيزيدية حتى النخاع.
ستشاهدون فضائيات تتظاهر بالوطنية, وأخرى تتظاهر بالتدين, وأخرى تتظاهر بالحيادية, وأخرى متهتكة, ومتفرجة, وشامتة, وعابثة.
ستشاهدون فضائيات قطرية 100%, وأخرى إيرانية 100%, وأخرى تركية 100%, وأخرى سعودية 100%, وأخرى لبنانية 100%, لكنها مقنعة بملامح عراقية 
ان المتداخلات بين الاهتمام بتأصيل المفاهيم وبلاغة الخطاب وتوظيف الخطاب السياسي للخطاب الإعلامي وتنازعت أخرى حول المنطق المنادي بتحرر الخطاب الإعلامي واستقلاله عن الخطاب السياسي لتنتهي إلى تأويل التفاعل بين الخطابيين الإعلامي والسياسي إلى الحدّ الذي تكون فيه دوائر الوصل والفصل بينهما أشبه بالمطب .
لذا أقول اعوذ بالله من الفضائيات العراقية
شيعية أوسنية كردية أو تركمانية ، سياسية أو رياضية حتى الوثائقية

 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق